قصة الخلق

قصة الخلق
بقلم : عبيدة محمود ياسين



جلس على مكتبه ونظر إلى جو الغرفة المظلم ولاح في فكره أن هذا هو الكون؛ فالكون مظلم ظلم أواخر الليل قبل الفجر، وعرف أن مصباح المكتب شمس هذا الكون فهي مركز السيادة في سواد العتمة.
نظر الى سطح المكتب الخالي من المكونات إلا ضوء الشمس، انه العدم وهذا هو عالمي.....
- ايها المصباح هل بإمكانك ان تكون شمس عالمي
- ربما لا تريد ان تكون من تحت أمري ولكن علي ان اقوم بهذا لأخلق عالمي الخاص....
- اعذرني على هذا.
- سأنشئ العالم الجميل على هذه الأرض، من هذه الشمس، في هذا الكون...
- سأخلق شخصياته واجرامه وكواكبه وافلاكه ولن يكون معي به الا انا وربي والوحدة في ادارته....
- ربما ستعوضني شخصيات عالمي عن الحاجة للكلام الى ما هو خارج هذا الكون؛ والله انهم بسكوتهم يؤنسونني أكثر من الناطقين خارج هذا الكون، خارج هذا العالم.....
وضع ورقة لا نهاية لها انها ورقة من أرض العجائب، حيث كل شيء يتخيله العقل موجودٌ هناك، وكيف لا؟ وهي أرض العجائب. تناول القلم السحري الذي سيضع منه اساس عالمه السري، واخذ يكتب الرسومات، ويرسم الكلمات، كانت له يدٌ كأنها كوكبٌ يسير في فلكه من شدة دقتها. راح يخطو الكلمات ويدمج الألوان ويخلق الشخصيات وينسجها من أرضه الخصبة، استخرج اشخاصاً صاروا ونسته.... وضع كل شخصية في مكانها على ارض كونه وعالمه الخاص. لقد خلق موسى و[بن] وعلام، وكائنات البروم وألوانه الجديدة، إنه العالم الجديد بالنسبة له، وسيخلق كل شيء، من لا شيء...  بعد أن انهى خلق كل عالمه وأوجد شخصياته وكائناته وألوانه، أراد أن يستريح، لقد كون عالماً من العجائب لا مثيل له، إنه عالمه الخاص عالم العجائب، الأول والآخر من نوعه، سريٌ لا أحد يعرفه سوى هو، العالم الذي فيه تجد كل شيء تتمناه...
- أرأيت ايها المصباح، مجرد انني أردت خلق عالمي خلقته
- من أرض خشبية ومنك أنت صنعت عالماً له نور وضياء
- لقد أنشأت الشيء الجميل من نسج العجائب.
عاد إلى الوراء قليلاً حتى ينتظر ظهور الحياة في شخصيات عالمه، ومن كثرة فرحه نام.. وبعد وهلة استيقظ وقد نسي المصباح مضاءً أخذ يتفكر في حلمه الجميل، ها، أرض العجائب، انه خيالي الخصب، يا له من حلم.





اضغط على السمايل للحصول على الكود: :) =( :s :D :-D ^:D ^o^ 7:( :Q :p T_T @@, :-a :W *fck* x@

TOP