قضية جديدة...
وباب سياسي
(1)
منذ
انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897، في بازل في سويسرا،بزعامة هرتزل، برزت
قضية أرض الأمل، وقصة اليهود وتداعياتهم الكاذبة.
بحث
اليهود وكما ذكرت في المقالة السابقة عن مكان لهم في أرض فلسطين قبل وعد بلفور في
2/11/1917، وذلك تمثل في محاولات هرتزل في شراء فلسطين من عبد الحميد الثاني.
لكن
بريطانيا حققت أمانيهم بقيام آرثر بلفور بإعطاء وعد لليهود بأن يجعل فلسطين وطناً
قومياً لهم، ودعمهم بالمال والسلاح، حتى عندما أراد الخروج من أرض فلسطين كان قد
ضمن أن اليهود سيتمكنون من إكمال الطريق وحدهم.
لقد كان من خطط
الاستعمار الصهيوني أن يكون هناك تزوير في
الأحداث التاريخية يؤكد الحق الصهيوني في فلسطين. مثل أرض الأمل وشعب الله
المختار، وهيكل النبي سليمان. وأمور كثيرة تشوه الحق الفلسطيني في بلاد الرباط.
هذه التداعيات رد
عليها مفكرون كثر، مثل روجيه- رجاء- جارودي الفرنسي، الذي خالف ((قانون
جيسو الذي صدر عام 1990 والذي يعتبر إعادة النظر في تاريخ اليهود جريمة ضد الإنسانية))
( 9).
وكرد على هذا
الأمر حرم هذا المفكر من حق النشر، ولم تتقبله وسيلة إعلام بعد ذلك في فرنسا، وقبل
ذلك، كان قد واجه هذه الأمور حيث قدمته جمعية
(( ليكرا للمحاكمة بتهمة النيل من الجنس اليهودي)) (10)
كان رد جارودي أنه أراد إيضاح الحقيقة، وليس معاداة اليهود والدين اليهودي.
(2)
منذ 1917 اليهود
هم أكبر خطر على الفلسطينيين في نظر الفلسطينيين أنفسهم، وهم حقاً كذلك، وليس فقط
على الفلسطينيين، وإنما على العالم العربي أجمع. الوعي الفلسطيني كان قد بدأ ينمو
شيئاً فشيئاً، وانتشار الوعي كشيء أصبح لازماً بدأ في المدن قبل القرى، لكن أكبر
متضرر من الصهيونية الإسرائيلية كان الفلاح الفلسطيني، وسأتكلم بعد قليل عن ذلك.
الثورات
الفلسطينية هبت، منها ما كان يتركز في مناطق معينة ومنها ما انتشر تأثيره في كافة
الأنحاء الفلسطينية، وكان للفلاح الفلسطيني دور كبير في الثورة، حيث أن مهاجمة
اليهود كان يتصدى لها في المناطق البرية مقاومون لهم الجلد على تحمل البراري
والجبال وقسوتها، وهذه الصفات وأقولها وأنا واثق من نفسي لا تتمثل إلا في الفلاح
المعاصر لهذه الحياة القاسية.
أنا لا أهاجم
فيما سبق المدني الفلسطيني كونه عاش في المدينة، فهو كان له دور ليس بقليل أيضاً
لكنه لا يضاهي قوة الفلاح في الثورة الفلسطينية.
كما أن أهل
المدينة كانت لهم القدرة على السفر والسكن فور بداية التهجير، أما القروي الفقير
الذي لم يكن يملك سوى فأسه القديم، ومنجله، وبندقيته، فقد عانى من التهجير أشد
المعاناة، وهو الذي كان فيما بعد ساكناً للمخيمات التي كانت حظيرة الحيوانات أفضل
منها في بداية تأسيسها.
(3)
لقد حاول العرب
تحرير فلسطين من أيادي الاحتلال، أو والأفضل أن أٌقول من أيادي السرطان، لأن السرطان
دخيل بينما الاحتلال من دولة على أخرى وليس من دخيل على جسم يستفحل فيه.
لكن محاولات
العرب والدول العربية باءت بالفشل، ولم ينجحوا في تحرير شبر واحد، بل إن بعض
محاولاتهم جلبت عليهم احتلال أراضيهم.
*****
أوجزت فيما سبق
في هذه المقالة شذرات بسيطة حول التاريخ الذي أتى على فلسطين من استفحال الصهاينة
في جسد الوطن العربي وجسد الأرض المقدسة.
*****
إن اليهود قد
بدؤوا بالاصطدام بالعرب الفلسطينيين منذ عام 1886 حيث كان في ذلك العام أول اصطدام
بين الفلاحين العرب والمستوطنين الصهيانة (( عندما هاجم الفلاحون
المطرودون من الخضيرة وبتاح تكفا( الملبس) قراهم المغتصبة التي أجلوا عنها رغم إرادتهم))
(11)
حيث تدارك
السلطان العثماني الوضع وأصدر قراراً بتضييق الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وكما
ذكرنا سابقاً بدأ التحرك الفعلي من قبل ثيودور هرتزل؛ لتطبيق ما كان قد خطط له .
وقد تكررت الصدامات مرات أخرى (( للدوافع نفسها عام1892)) (12)
وهكذا، حتى أعلن بلفور
وعده بالوطن القومي لليهود، والذي أخذ فيما بعد موضع الحديث في الأواسط الثقافية
والسياسية العربية والفلسطينية، لكن الفلاح الفلسطيني في هذه الفترة لم يكن قد
اشترك تمام الاشتراك بالثورة فهو كان يعاني من سياسة الاتحاديين في تركيا قبل
الانتداب وما ترتب عليها من ضرر على الفلسطينيين خاصة الفلاحين، وكان المدني
الفلسطيني يشارك فقط في أمور الحوارات واللقاءات الأدبية ولم يتأثر بعد من سياسة
الانتداب ومن المحاولات الصهيونية في كسب التجارة التي كانت تشكل مصادر ربح ورزق
له، فقد كان الفلسطينيون خامدين حتى اللحظات، إلا من أثرت عليه السياسة الصهيونية
كما قلنا مثل الفلاحين الذين طردوا من الخضيرة والملبس.
وعلى بداية إنشاء
المستوطنات بدأ الإدراك يتمثل أمام الفلسطيني، وأمام الفلاح الذي أحس بالتهديد على
قمحه وعلى ثقافته، فبدأت محاولات الفدائيين، وكانت بريطانيا تعدم كل من وجدت عنده
بندقية ولو كانت للصيد، وكانت في نفس الوقت تدعم اليهود المستوطنين بالمال والسلاح
بما يزيد عن حاجتهم لضمان النصر لهم.
لكن الفلسطيني لم
ييأس، وبدأت الثورات تهب وتنشب، مثل ثورة عز الدين القسام الذي استشهد في أحراش
قرية يعبد في كمين نصبه له الهاينة، وابتدأت ثورة عز الدين القسام عام 1936 وهي
الثورة الفلسطينية الكبرى لما لها من تأثير وزعزعة في كيان التصور الصهيوني حول
العربي الفلسطيني في نظريهم.
كما نشبت قبلها
ثورة البراق، وكان للفلاح الفلسطيني دوره العظيم في الثورة الفلسطينية كما ذكرت
بداية، ويمكن لمن شاهد مسلسل التغريبة الفلسطينية الذي تكلم عن فلسطين تحت
الاحتلال وما تعرضت له، أن يعرف كيف عانى الفلاح الفلسطيني من هذه السياسة.
لقد أخذت القضية
الفلسطينية دورها في المحافل الدولية، والمؤتمرات العربية الدائمة ، وقد حاولت
الدول العربية أن تقوم بعملها تجاه فلسطين، خاصة مصر، وتمثل ذلك في محاولات عديدة
مثل حرب أكتوبر وما لاقته الحربية لكيان الصهيوني في تدمير لخط برليف، كما أنه عام
1948 حاولت الدول العربية تحرير فلسطين إلا أن الهدنة كانت سبباً لتجهيز الصهاينة
أنفسهم من جديد وسقوط العرب في الحرب.
وكوني من سكان مدينة جنين فأعرف قصة الأبطال
العراقيين الذين أطلق على منطقة في مدينة جنين اسم الشهداء نسبة لهم، حيث أنهم
رفضوا الانسحاب من الحرب، بعد أن بقيت لهم مناطق وتتحرر فلسطين، واستشهدوا على إثر
ذلك، فلم يكفهم العتاد ونفذت ذخيرتهم، فسألوا عن الذخيرة فجاء الرد (ماكوا ذخيرة)
وسألوا الأوامر فجاء الرد (ماكوا أومار) ، أي لا أومر، ولا ذخيرة.
لقد حاول العرب
كثيراً وحاولت الحركات المنفصلة أيضاً أن تساهم في الوضع الفلسطيني والقضية
الفلسطينية مثل حركة الأخوان المسلمين،
(( بدأت قيادة مجاهدي الإخوان في تنفيذ أسلوب حرب العصابات ضد اليهود بغية استدراجهم إلى معارك مكشوفة خارج مستعمراتهم الحصينة، وصدرت الأوامر لمجموعة من مجاهدي الإخوان... بتدمير أنابيب المياه التي تمد مستعمرتي بيري واتكوما بالمياه، ونجحت المجموعة...، فأرسل اليهود عددا من الفنيين المسلحين... فتصدى لهم الإخوان.. فلم تجد قيادتهم بداً من تجهيز قوة كبيرة من قواتهم المزودة بالمصفحات اليهودية،.... وتعمد اليهود أن يحاصروا الإخوان... وفي تلك الأثناء كانت مجموعة من مجاهدي الإخوان تعززها المصفحات تضرب حصارا محكما حول القوات اليهودية.... فتهاوى اليهود... وتركوا في أرض المعركة كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد غنمها الإخوان)) (13) بالإضافة إلى منظمة التحرير الفلسطينية التي لعبت دوراً هاماً في الثورة الفلسطينية منذ تأسيسها ، وقد كان من أعلامها البارزة ياسر عرفات " أبو عمار" ، (( انطلقت حركة فتح في 1 كانون الثاني في غزة 1965... )) (14) حيث بدأت بتجهيز الثوار الفلسطينيين، وغدت تقوم بعمليات تفجيرية في مختلف أراضي الوطن الأم فلسطين، وحركات وأحزاب وفرق وخلايا عسكرية أخرى خدمت الوطن والأرض للحرية.
(( بدأت قيادة مجاهدي الإخوان في تنفيذ أسلوب حرب العصابات ضد اليهود بغية استدراجهم إلى معارك مكشوفة خارج مستعمراتهم الحصينة، وصدرت الأوامر لمجموعة من مجاهدي الإخوان... بتدمير أنابيب المياه التي تمد مستعمرتي بيري واتكوما بالمياه، ونجحت المجموعة...، فأرسل اليهود عددا من الفنيين المسلحين... فتصدى لهم الإخوان.. فلم تجد قيادتهم بداً من تجهيز قوة كبيرة من قواتهم المزودة بالمصفحات اليهودية،.... وتعمد اليهود أن يحاصروا الإخوان... وفي تلك الأثناء كانت مجموعة من مجاهدي الإخوان تعززها المصفحات تضرب حصارا محكما حول القوات اليهودية.... فتهاوى اليهود... وتركوا في أرض المعركة كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد غنمها الإخوان)) (13) بالإضافة إلى منظمة التحرير الفلسطينية التي لعبت دوراً هاماً في الثورة الفلسطينية منذ تأسيسها ، وقد كان من أعلامها البارزة ياسر عرفات " أبو عمار" ، (( انطلقت حركة فتح في 1 كانون الثاني في غزة 1965... )) (14) حيث بدأت بتجهيز الثوار الفلسطينيين، وغدت تقوم بعمليات تفجيرية في مختلف أراضي الوطن الأم فلسطين، وحركات وأحزاب وفرق وخلايا عسكرية أخرى خدمت الوطن والأرض للحرية.
بقلم عبيدة محمود ياسين
تابعونا على صفحة نافذة علم
تابعونا على صفحة نافذة علم
اضغط على السمايل للحصول على الكود: :) =( :s :D :-D ^:D ^o^ 7:( :Q :p T_T @@, :-a :W *fck* x@